أناستازيا جوليداني
المغرب بلد شمال أفريقيا يحده المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والجزائر. يبلغ عدد سكان البلاد أكثر من ٣٦ مليون نسمة، مما يجعلها خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا. على الرغم من أن المغرب هو واحد من أكثر البلدان ازدهارا واستقرارا سياسيا في المنطقة، فإنه لا يزال يواجه العديد من التحديات التعليمية
حسب اليونسكو، فإن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في المغرب يبلغ ٧٣٪، بمعدل إلمام بالقراءة والكتابة ٦٦٪ للنساء ٧٩٪ للرجال. على الرغم من أن هذا تحسن عن السنوات السابقة، إلا أنه لا يزال هناك تفاوت كبير بين المناطق الحضرية والريفية، مع انخفاض معدلات معرفة القراءة والكتابة في المناطق الريفية. وعلاوة على ذلك، فإن نوعية التعليم تشكل مصدر قلق، مع ارتفاع معدل التسرب وانخفاض مستويات التحصيل التعليمي
.في هذه المقالة، سوف ندرس التحديات التعليمية التي يواجهها المغرب، فضلا عن الحلول الممكنة لمواجهة هذه التحديات
التحديات التي تواجه نظام التعليم في المغرب
جودة التعليم
من أكثر التحديات التي تواجه نظام التعليم في المغرب إلحاحا هي جودة التعليم. يعاني العديد من الطلاب المغاربة من مهارات القراءة والكتابة الأساسية، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب وانخفاض مستويات التحصيل. وبحسب البنك الدولي، فإن ٣٦٪ فقط من الطلاب المغاربة الملتحقين بالمدارس الابتدائية يكملون التعليم الثانوي.
ويعزى نقص التعليم الجيد جزئيا إلى نقص المعلمين المؤهلين، ولا سيما في المناطق الريفية. وفقا لتقرير صادر عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المغربية، هناك نقص في أكثر من ٦٠٠٠٠ ، معلم في البلاد. ينتج عن هذا النقص أحجام أكبر للفصول، مما يجعل من الصعب على المعلمين توفير اهتمام فردي لكل طالب.
الوصول إلى التعليم
وفي حين أن التعليم إلزامي في المغرب، فإن العديد من الأطفال، ولا سيما في المناطق الريفية، لا يحصلون على التعليم. وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، حوالي ٢٠٠٠٠٠ طفل مغربي تتراوح أعمارهم بين ٧ و ١٣ سنة غير ملتحقين بالمدارس. وتتأثر الفتيات بشكل خاص، حيث تفضل العديد من الأسر إبقاء بناتها في المنزل للمساعدة في الأعمال المنزلية أو تزويجهن في سن مبكرة.
وعلاوة على ذلك، يشكل الفقر عائقا كبيرا أمام التعليم في المغرب، حيث لا تستطيع العديد من الأسر تحمل تكاليف اللوازم المدرسية والزي المدرسي، فضلا عن النقل من المدرسة وإليها.
المناهج وطرق التدريس
تعرض نظام التعليم في المغرب لانتقادات بسبب مناهجها وأساليب التدريس التي عفا عليها الزمن. لا يتوافق المنهج الحالي مع احتياجات القوى العاملة الحديثة ولا يوفر للطلاب المهارات والمعرفة التي يحتاجونها للنجاح في القرن الحادي والعشرين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أساليب التدريس المستخدمة في المدارس المغربية غالبا ما تكون قديمة وتعتمد بشكل كبير على التعلم عن ظهر قلب وحفظها. هذا النهج لا يشجع التفكير النقدي أو الإبداع، والتي هي المهارات الأساسية في عالم اليوم المتغير بسرعة.
عدم المساواة بين الجنسين
عدم المساواة بين الجنسين هو تحد كبير في النظام التعليمي في المغرب. في حين أن الحكومة حققت تقدما في تعزيز تعليم الفتيات، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الجنسين في الالتحاق والإنجاز. وبحسب تقرير صادر عن اليونسكو، فإن صافي معدل التحاق الفتيات بالمدارس الابتدائية في المغرب يبلغ ٨٧٪، مقابل ٩٣٪ للبنين. وعلاوة على ذلك، فإن مستويات إنجاز الفتيات أقل من الفتيان، مع ارتفاع معدل التسرب.
تدريب المعلمين والتطوير المهني
يعد الاستثمار في تدريب المعلمين والتطوير المهني أحد أهم الحلول لتحديات التعليم في المغرب. يجب على الحكومة المغربية توفير المزيد من فرص التدريب للمعلمين لتعزيز مهاراتهم التعليمية وتعلم أساليب جديدة للتدريس.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة تحفيز المعلمين على العمل في المناطق الريفية من خلال تزويدهم برواتب أفضل ومساكن ومزايا أخرى. ومن شأن هذا النهج أن يساعد على معالجة النقص في المعلمين المؤهلين في المناطق الريفية وأن يوفر للطلاب إمكانية أفضل للحصول على تعليم جيد.
حلول للتحديات التعليمية في المغرب
الاستثمار في تدريب المعلمين
أحد أهم الحلول لتحديات التعليم في المغرب هو الاستثمار في تدريب المعلمين. يجب على الحكومة المغربية توفير المزيد من فرص التدريب للمعلمين لتعزيز مهاراتهم التعليمية وتعلم أساليب جديدة للتدريس.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة تحفيز المعلمين على العمل في المناطق الريفية من خلال تزويدهم برواتب أفضل ومساكن ومزايا أخرى. ومن شأن هذا النهج أن يساعد على معالجة النقص في المعلمين المؤهلين في المناطق الريفية وأن يوفر للطلاب إمكانية أفضل للحصول على تعليم جيد.
الأساس القانوني للحل:
وفقًا للمادة ٢٦ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، “لكل شخص الحق في التعليم.” كما أن الحق في التعليم معترف به في العديد من المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, والحقوق الثقافية واتفاقية حقوق الطفل . وتعترف هاتان المعاهدتان بالحق في التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان ينبغي أن يكون في متناول الجميع، بغض النظر عن الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو الموقع الجغرافي.
توسيع نطاق الوصول إلى التعليم
ولزيادة فرص الحصول على التعليم في المغرب، ينبغي للحكومة أن تنظر في تنفيذ سياسات تستهدف الأطفال من الفئات المحرومة. وقد تشمل هذه السياسات برامج المساعدة المالية، مثل المنح الدراسية أو الإعانات، لمساعدة الأسر على تغطية تكاليف التعليم.
ويمكن للحكومة المغربية أيضا أن تقيم شراكات مع المنظمات غير الحكومية وغيرها من أصحاب المصلحة لتوسيع فرص الحصول على التعليم في المناطق الريفية. ويمكن أن يشمل هذا النهج بناء مدارس جديدة، وتوفير وسائل النقل من المدرسة وإليها، وضمان حصول المدارس على الموارد والمواد اللازمة لتوفير تعليم جيد.
تحديث المناهج وطرق التدريس
لتحسين جودة التعليم في المغرب، يجب على الحكومة تحديث المناهج وطرق التدريس لتتماشى مع احتياجات القوى العاملة الحديثة. ويمكن أن يشمل ذلك إدماج المزيد من المهارات العملية، مثل محو الأمية الحاسوبية، في المناهج الدراسية. كما يجب على الحكومة تعزيز التعلم القائم على المشاريع، والذي يشجع على التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، بدلاً من الحفظ عن ظهر قلب.
وعلاوة على ذلك، يمكن للحكومة المغربية أن تتعاون مع المنظمات الدولية، مثل اليونسكو، لتطوير مواد ومناهج تعليمية جديدة أكثر شمولية وذات صلة باحتياجات الطلاب المغاربة.
سد الفجوة بين الجنسين
حقق المغرب تقدما كبيرا في تعزيز تعليم الفتيات، ولكن لا تزال هناك فجوة بين الجنسين في الالتحاق والإنجاز. ولسد هذه الفجوة، ينبغي للحكومة أن تركز على تحسين فرص حصول الفتيات على التعليم، ولا سيما في المناطق الريفية.
ويمكن للحكومة أن توفر حوافز للأسر لإرسال بناتها إلى المدرسة، مثل المنح الدراسية أو الإعانات. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة أن تعمل مع المنظمات غير الحكومية على تنظيم حملات توعية تعزز أهمية تعليم الفتيات وتتصدى للمواقف الثقافية التي تمنع الفتيات من الحصول على التعليم.
التعاون الدولي
التعاون الدولي أمر حاسم في مواجهة تحديات التعليم في المغرب. يمكن للحكومة المغربية التعاون مع المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي واليونسكو، لتأمين التمويل لمبادرات التعليم والحصول على الخبرة والموارد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة المغربية أن تتعلم من تجارب البلدان الأخرى التي نجحت في مواجهة تحديات تعليمية مماثلة. على سبيل المثال، يمكن للمغرب أن يتطلع إلى البلدان المجاورة، مثل تونس والجزائر، التي حققت تقدما كبيرا في تحسين الوصول إلى التعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم.
خاتمة
يواجه نظام التعليم في المغرب عدة تحديات، منها جودة التعليم، والوصول إلى التعليم، والمناهج الدراسية وطرق التدريس، وعدم المساواة بين الجنسين. وفي حين بذلت الحكومة جهودا للتصدي لهذه التحديات، لا .يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لضمان حصول جميع الأطفال المغاربة على تعليم جيد
لتحسين جودة التعليم في المغرب، على الحكومة أن تستثمر في تدريب المعلمين، وتوسيع فرص الحصول على التعليم، وتحديث المناهج وطرق التدريس, وسد الفجوة بين الجنسين في الالتحاق والإنجاز. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاون الدولي أمر حاسم في مواجهة هذه التحديات، ويجب على الحكومة المغربية التعاون مع المنظمات الدولية والتعلم من تجارب البلدان الأخرى التي نجحت في مواجهة تحديات تعليمية مماثلة.
.ومن خلال التصدي لهذه التحديات، يمكن للمغرب تحسين آفاق شبابه، وتعزيز النمو الاقتصادي، وبناء مستقبل أكثر إشراقا للبلاد
Bibliography
- “Country Profile: Morocco.” UNESCO UIS. Accessed March 25, 2023. https://uis.unesco.org/en/country/ma.
- “Education in Morocco.” World Bank. Accessed March 25, 2023. https://www.worldbank.org/en/country/morocco/brief/education-in-morocco.
- “Education and Training Monitor 2021: Morocco.” European Commission. Accessed March 25, 2023. https://ec.europa.eu/education/sites/default/files/monitor2021-ma_en.pdf.
- “Girls’ Education in Morocco.” UNICEF. Accessed March 25, 2023. https://www.unicef.org/morocco/en/girls-education-morocco.
- “Global Education Monitoring Report 2021: The Power of Education for Development.” UNESCO. Accessed March 25, 2023. https://en.unesco.org/gem-report/report/2021/power-education-development.
- “In Morocco, Early Marriage and School Dropout are Closely Linked.” UNICEF. Accessed March 25, 2023. https://www.unicef.org/morocco/en/morocco-early-marriage-and-school-dropout-are-closely-linked.
- “Morocco: Education for All 2015 National Review.” UNESCO. Accessed March 25, 2023. http://www.unesco.org/new/fileadmin/MULTIMEDIA/FIELD/Rabat/pdf/Morocco-EFA-2015-National-Review-EN.pdf.
- “Morocco Education Fact Sheet.” USAID. Accessed March 25, 2023. https://www.usaid.gov/morocco/fact-sheets/morocco-education-fact-sheet.
- “Morocco: Gender Parity Index for Gross Enrollment Ratio in Primary Education.” World Bank. Accessed March 25, 2023. https://data.worldbank.org/indicator/SE.ENR.PRSC.FM.ZS?locations=MA.
- “Morocco: Teacher Shortage Hampers Education.” World Bank. Accessed March 25, 2023. https://www.worldbank.org/en/news/feature/2014/11/24/morocco-teacher-shortage-hampers-education.
- “Report on the Situation of Women and Girls in Rural Morocco.” United Nations Entity for Gender Equality and the Empowerment of Women. Accessed March 25, 2023. https://www.unwomen.org/-/media/headquarters/attachments/sections/library/publications/2019/rural-morocco-report-on-the-situation-of-women-and-girls-en.pdf?la=en&vs=2835.
- “The Education System in Morocco.” Moroccan Ministry of National Education, Vocational Training, Higher Education, and Scientific Research. Accessed March 25, 2023. http://www.men.gov.ma/En/Pages/default.aspx.
- “The Moroccan Constitution of 2011.” ConstitutionNet. Accessed March 25, 2023. https://constitutionnet.org/country/morocco.
No comment yet, add your voice below!